المنصف الوهايبي
ولد بحاجب العيون [قرب القيروان] في 20/12/1949، /تونس * أستاذ جامعي بكلية الآداب بالقيروان * من إنتاجه: - ألواح دار ديميتير للنشر- تونس 1989 . - من البحر تأتي الجبال: دار أمية – تونس – 1991 - مخطوط تمبكتو: دار حامد صفاقس/ تونس 1995. - ميتافيزيقا وردة الرمل تونس1999 كما نشر عشرات المقالات والدراسات الهامة بمختلف المجلات العربية والأجنبية...خلال السنوات الأخيرة...وقد ترجمت نصوصه إلى العديد من اللغات...وكتبت حول تجربته الشعرية عشرات الدراسات والبحوث الجامعية....
خزاف يانيس ريتسوس
د المنصف الوهايبي
كان له سبع نساء من خزف
يجلس طول الليل إليهن ،
يغنّي أو يشرب …
يضحك أو يبكي …
ونساء سبع ينظرنَ إليه
بعيون من طين
……
أحيانا إذ تأخذه الحال ،
يدور كجرّة فخّار بين يديه .. يدور إلى
أن تأخذه حال أخرى
وينــــام
……
عندئذٍ تتسلّل سبع نساء من خزفٍ
واحدة تلو الأخرى
يمضينَ عرايا
عبر مصاطب من نورِ وظلام
…..
يقف الخزّافُ إلى الشبّاك صباحاً
صنماً من أحجارٍ ينظر
في السابلة العجلين
بعيون من طين
يدان من الماء
ثَمَّ شهقةُ ضوءٍ على ورق الليل
ثَمَّ ضباب يداري الحديقةَ
ثَمَّ يدان من الماء حوليَ ( هل كان جسمكِ
يحمل صيفَ الليالي البعيدة ؟ )
ثَمَّ ملاكٌ سيغلق باب الحديقة سيدتي
فادخلي
إن للطين حكمتَه
( لنقل إن للطين لعبتَه )
وهو يُدخلُنا في قميص الظلام المشمّع أو
دون ثوبكِ أنت الكتيم !
******
حضرموتُ …
حضرموتُ …
خطتُ أجفاني على صورةِ محبوبي و نمتُ
غير أن الحلم يأبى فهي تأتي صورة أخرى
تُرى كيف تناهتْ زهرةُ البربرِ حمراءَ إليهْ
و أراحت خدَّها المقرورَ في رملِ يديهْ ؟!
حضرموتُ …
سُلَّمٌ من حجرٍ يفضي إلى البحرِ …
صعدتُ ..
( ساحةٌ أم أنها قريةُ نملْ ؟)
و رأيتُ الناسَ – من أين أتى الناسُ ؟
يشيرونَ إليْ …
و طريداً كغزالٍ رابهُ من قاتليهْ
نأمةُ العسْبِ و هَجْسُ الماءِ في النهرِ
تواريتُ بعيداً …
قلتُ لي _ في فسحةِ الأبيضِ ،
حتى تهدأَ الأخلاطُ _ بيتُ …
كان جسمي كلّهُ منْ حدقِ
غيرَ أنَّ الأبيضَ الأسودَ عمّى طُرُقي
( أيّها الأسودُ من أينَ تجيءْ ؟ )
حضرموتُ …
ذلك الغصنُ الذي أشعلْتِه في مسربِ الريحِ
أما زالَ يُضيءْ ؟
حضرموتُ …
ذلكَ الغصنُ الذي أشعلتِه في مسربِ الريحِ
أما زالَ يحاولْ ؟
حضرموتُ …
ذلكَ الغصنُ لقدْ أطفأهُ الليلْ