الشاذلي القرواشي
مدن تمارس عريها ليلا
و شهوتها.
و تلمع في صباح الماء،
أغنية ترى.
مدن بلا لون ،
و لا مطر،
و لا قرنيْ غزال ، في المدى.
مدن على شباكها،
تأتي الأساطير الغريبةُ
يا خروج الأرض ، من أسرارها .
تُهنا على شفة المحارِ،
و تاه من سمع الصدى .
و سمعت عنك ،
و أنت بيني في الظلال.
و أنت في جسدي
قمرْ.
حلمٌ على وتر الكمان ، فراشةٌ
استسلمت فوق المكان ،
كنايةً.
كم رفرفت بين الجهات ،
و انزلت سحب الحروف ،
على الشّجرْ.
هل كان وجهك في المرايا عاريا ؟
هل كان صوتك في المطر؟
هل كان فوق الماء أقمارا،
و نجما عاليا؟
ضاقت حروف الارض،
و الزمن المحنّط،
في رحى الايّام.
عجلى
هذه الأيام تلهث
في دمي
ضاقت جهات الأرض
و الألوان تعركها يدي.
ضاقت بنا ، لكنّني
وسّعت أرضك بالحكايا،
عندما ضاق المكانْ
و فركت صوتا في فمي،
و فركت أوتار الكمان ، و روحه.
كانت حروفي
ترتمي ، خلف المدى ،
وتعود من سفر بعيد .
قلق على شجر اللّغات
أرى قبورا ،
تنسج الكون الجديد حكاية
و أرى مياها ،
في المياه توهّما.
و أرى الزّمان ، يعود
من حجر شريدْ .
هل كانت الأشياء تلبس روحها ،
و تطير في القلق المدوّر و المياه ؟
هل كان وجهك في المرايا عاريا ؟
هل كان صوتك في المطر؟
يا... كم نهبت من الصّخور ،
فصاحة الطّير المعشّش ، في خلاء السّقسقة.
و قرأت لاوعي الشّعوب ،
و غيبها .
و قرأت معجزة الحجر.
ما زلت أحفر في البداوة ، صوتك المهجور،
في زمن الخسوف دماءه.
صورٌ ترابط في كهوف الحرف ،
آه ...لو...فلو...
لو تعطنيها أيّها الصّوت،
المعتّق في دمي. يا كم عطشت
إلى مياه في يدي.
شجر يوسّع بالاناقة ظلّه،
وترٌ يشرّد في الغرابة خيله
يا....
كم قطفت من الغرابة ،
يا...
كم نهبت من المدى